الثلاثاء، 19 أغسطس 2014


   
 ان كان قد اقشعر مخك اثر قراءتك تدوينة"التحقيق في مسألة التصفيق"ـ وهذا ما اتمناه ، فتأكد أن عقلك لا زال سليما ، اما ان كنت لم تبال و لم يحدث لك شيء و رأيت الموضوع عادي، فأنصحك أن تسارع لاجتثاث الخلايا الداعشية الكامنة بداخلك.

   القشعريرة التي سرت في مخي اليوم كانت مضاعفة ، قشعيرة الموضوع و قشعريرة ردود وتعقيبات قرائه.

    ما فحوى الموضوع إذا؟

    بسيط جدا .

    "شيئ من النعم التي حُرمتها أنا وأنت وكل مسلم بسبب إلغاء الرق، هذه المصيبة التي ينبغي أن نحتسب أجرها عند الله تعالى"  (هذا لست انا الذي يتكلم هنا، إحذر الغلط !!)، إنه الكاتب   سيد احمد مهدي الذي أدرج موضوعا بملتقى أهل الحديث تحت عنوان: ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق.
    يقول سيد أحمد:
"والحق أن إلغاء الرق من المصائب العظيمة التي مني بها المسلمون بسبب ابتعادهم عن شريعة ربهم و تقاعسهم عن نصرة دينه سبحانه وتعالى، وانقطع بانقطاع الرق سبل كثيرة من سبل الخير في الدنيا والآخرة على المسلمين، نعم... لقد خسر المسلمون بإلغاء الرق نعما كثيرة اقتضتها حكمة الله تعالى في تشريع هذا النظام المحكم العادل."
  فمما خسرناه ،حسب رأي الكاتب،  إلغاء الرق جعلنا نخسر إحدى سبل الدعوة الى الله، فلقد خسرنا ما هو خير لنا من حمر النعم ...من الدنيا وما فيها ..أن يهدي الله تعالى بك رجلا ...أن يعتقه من الخلود في النار بسببك، هذا هو حلمنا و حلم كل مسلم.

 قد كان استرقاق المسلمين الكفار من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس من الكفر، ذلك أن الكافر إذا أُسر وعاش بين ظهراني المسلمين ورأى حسن معاملتهم فإنه لا يلبث أن يقتنع بهذا الدين العظيم فيسلم، وإن لم يسلم هو أسلمت ذريته التي تنشأ في بيئة إسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها،نعم لا يمكن انكارها فإن عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى من الرقيق دخلوا في الإسلام ثم صاروا أو صار أبناؤهم وأحفادهم علماء وملوكا ومجاهدين يدافعون عن الإسلام وينصرونه، اما وقد الغي الرق فقد حرمنا هذه النعمة حيث لا يمكننا استرقاق الكفار .... يا للخسارة !!!

ماذا خسرنا أيضا؟

خسرنا سبيلا من سبل الأجر، نعم ، يقول الكاتب أننا خسرنا سبيلا من سبل الأجر بإلغاء الرق لأننا كثيرا ما نقرأ في كتب التاريخ أن فلانا من الملوك أو الأغنياء ألم به مرض أو مصاب فأعتق جميع غلمانه، أما في مواسم الخير فكان سلفنا يتسارعون إلى إعتاق العبيد في العشر الأواخر من رمضان وفي يوم عرفة عند الموقف عسى أن يعتق الكريم جل جلاله رقابهم من النار.
و يستطرد كاتبنا  قائلا:"كأني بك أيها القارئ الكريم الراغب في رحمة الله تحترق شوقا لأن تعتق نسمة مؤمنة، وترى الفرح والسرور على وجه ذلك العتيق،وتسمعه يلهج لك بالدعاء أن:"أَعتَقَ الله من أعتقني!" لكن أنّا لنا ذلك،فقد ألغي الرق فإنا لله وإنا إليه راجعون، إن الأجر الذي حرمناه بانقطاع هذا السبيل من سبل الخير لمن أعظم المصائب المترتبة على إلغاء الرق."

آآآه نعم، أنا أتحرق شوقا  لأن أعتق نسمة ، ولكنهم ألغوا الرق ، فأنى لي بعبد أملكه لأعتقه؟

آآآه ، يا ليت الدواعش يجودون علي بسبية إيزيدية اعتقها .

ماذا خسرنا ايضا؟

خسرنا الكثير ايها القارئ ، الكثير، وطبعا كاتبنا لن ينسى النكاح، وهل النكاح مما ينسى؟ إنه كل شيء، انه لب الموضوع غير ان كاتبنا يسميه الاستعفاف و الإعفاف، يعني الاستنكاح و الإنكاح.

يكفي أخي القارئ، أقشعر مخي بما لا يحتمل مزيدا، لذا سأترك لك الموضوع إقرأه على مهل ، ولا تنسى قراءة ردود القراء المتحسرين ، هم أيضا، على إلغاء الرق و النكاح و الاستنكاح.
في الأخير أدعوك للقيام بمقارنة بين ما ستقرأه من تفاهة داعشية و ما قرأته عن طموح الكفار في ابتكار دماغ  يحاكي الدماغ البشري .

إقرأ الآن "ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق"  و استمتع بالقشعريرة.




0 التعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر قراءة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مشتركون في المدونة

أقسام المدونة

الاستمارة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعليقات جديدة