الاثنين، 9 مارس 2015

مصدر الصورة

إذا كانت هناك ديون قد أثقلت كاهلك، أو عادات صحية سيئة لم تستطع التخلص منها، فدعني أقل لك أنه من المحتمل أنك تشعر بضعف و خور أمام تغيير الوضع.
اتذكر جيدا حالتي و أنا بدينا ذي وزن كارثي، وقد كنت مدخنا شرها و فوق هذا وذاك كنت مثقلا بالديون، اذكر جيدا حجم الضغوطات التي كانت تلازمني.
قد ينتابك شعور ان أي محاولة لتغيير الوضع لن يكون لها أي تأثير على الإطلاق و ان مصيرها لا محالة سيكون الفشل. وربما قلت في نفسك ان الأمر لا يستدعي المحاولة.
قرأت مرة  تعليق أحد القراء حيث يقول في هذا الأمر:
" ينتابني شعور بالتشتت و انني لا اعرف ما العمل، ما الواجب علي القيام به بحيث يكون  له تأثيربين،. انا فعلا قلق بشأن ما تبقى لي من سنين أعيشها ، خاصة و ان العمر يجري بسرعة لا ترحم" 
خلال محاولتي الإنقاص من وزني الزائد، كنت أحاول الخروج للجري و كنت أبدو فظيعا ، وكنت أكرر المحاولة لمدة اسبوع تقريبا، غير ان وزني لم ينقص ابدا، و كان الجري يزعجني و كنت أحس بالجوع لذلك تخليت عن الأمر.
لكن ، دعني اقول لك هنا شيئا، ليس الوقت متأخرا أبدا.
ما زال هناك أمل..
الأمر ممكن جدا أن يتحقق. هو محتملُ، وبشكل من الأشكال هو لَيسَ بالصعب كما يبدو لك.
إنّ مفتاحَ ذلك كله هو الصبرُ: يجب أن تتحلى ببعد نظر.
أقول لك أين تكمن المشكلة؟
إنّ مشكلةَ معظمنا  أننا نرغب في رؤية  نتائج ملموسة في الحين . وحين لا نحصل على تلك النتائج السحرية نفقد صبرنا.  يضيع منا الأمل. ونتخلى عن كل شيء. و بطبيعة الحال، هذا معناه عدم تحقيق  أي نتائج ذات معنى ، أبدا.
لذا فالجواب هو  أَنْ تركّزَ على القيام بخطوات صغيرة ، و تتمتع برؤية انجازك لها.  إن كل خطوة صغيرة تعتبر حدثا رائعا في حد ذاتها بغض النظر عن كونها عملا رتيبا سيجعلك تتقدم الى تحقيق هدفك طويل المدى.



اليك هنا ما جربته شخصيا و أثبت جدواه عندي

·         خذ عهدا على نفسك أن تقوم بخطوة صغيرة كل يوم لمدة شهر.

ان كنت تريد إنقاص وزنك، استبدل شيئا  غير صحي اعتدت تناوله في وجباتك اليومية، بآخر تراه صحيا ( انصح استبدال ما يحوي الزيوت أو السكر).
ان كنت ترغب في التمارين الرياضية، قم بالجري لمدة 5 دقائق في اليوم (كبداية). ربما ستبدو لك الخمس دقائق هذه تافهة، لا عليك ، قم بها فقط .
ان كنت تريد التخلص من ديونك، ابتدع خطوة صغيرة تقلل بها إحدى مصروفاتك، وخطوة صغيرة أخرى تخطط بها لدفع دينك.
أمثلة أخرى: ان كنت مدخنا، قلل من عدد السجائر يوميا ، كأن تدخن عشر سجائر اليوم ، وتسع غدا ، ثم ثمان لليوم الموالي، وهكذا.  ان الخطوات الصغيرة جداً هذه، كُلّ يوم و بمرور الوقت ، ودون شعور منك... ستذهلك ، صدقني.

·         كن مراقبا ( بفتح القاف).

أخبرْ على الأقل شخصَا، شخصا واحدا (اخبار مجموعة سيكون أفضل) بما تنوي القيام به، و كن منتظما في اطلاعه على نتائجك، و اجعل لك جزاء  على عدم قيامك بالعادة التي اختلقتها.

·         ركز على أن تبدأ كل يوم.

 ان كنت قد عزمت على الجري لمدة 5 دقائق، ركز فقط على اللحظة التي تنتعل فيها حذاءك و تخرج خارج البيت.هذا كل ما يجب عليك فعله. إنه عمل جد سهل ، ولا يمكنك أبدا قول العكس.

·         تعلم كيفية مراقبة أفكارك السلبية.

أكيد انه ستأتيك أفكار، وستبدأ باختلاق أعذار لعدم القيام بالعادة  و قد  يراودك السؤال:" لماذا علي ان اقوم بهذه العادة التافهة؟"، و ستبدأ بالشعور و كأنك عاجز عن القيام بها.
تعلم مراقبة مثل هذه الأفكار السلبية المحبطة، و أن تبعدها من ذهنك ما أمكنك.
ان هذه الأفكار لا تنبع إلا وقت الانزعاج ، فان نفسك تحس بالانزعاج وقت ما تهم بالقيام بالعادة، و تحس كأنها مجبرة على الخروج من نطاق الأمان و الدعة  الذي عهدته، لذلك عليك ان تعود نفسك على الخروج من نطاق الدعة و الخمول هذا.

·         تدرج في الزيادة.

ابدا بالجري لمدة 5 دقائق يوميا مثلا، طريقة سهلة جدا كبداية، وستبدو لك اكثر سهولة بعد أسبوع أو اثنين. بعدما يصبح الجري لمدة 5 دقائق طبيعة فيك ، قم بالزيادة مثلا، لمدة 10 دقائق، خطوة صغيرة فقط، لا تكن متحمسا أبد ، خطوة صغيرة فقط  و اثبت على التغيير هذا لمدة معينة.
أعلم أن هذا التغيير سيبدو لك بطيئ الوتيرة ، لا عليك ، فانك لست بصدد التحضير لسباق عالمي أو ما شابه .

·         تمتّعْ بكُلّ خطوة تقوم بها.

  سينتابك شعور انك لم تحرز تقدما على الإطلاق، وذلك لأن التقدم لا يمكن ملاحظته اذا كان بخطوات صغيرة.ستلاحظ التقدم مع مرور وقت معتبر.
بدلا من محاولتك رؤية التقدم، ركز على الخطوة التي أنت بصدد القيام بها: الخروج من البيت، الجري لمدة خمس أو عشر دقائق، أو ، تناول ما استبدلته من أكل مفيد. حاول جهدك التمتع بهذه الخطوة، في اللحظة الراهنة، تمتع بهذه الخطوة في حد ذاتها بغض نظرك عن هدفك البعيد.
كم هو ممتع ذاك الشعور الذي يسري في أوصالك و أنت تجري ، خارجا، و كم هي لذيذة حبة الفاكهة  تلك او الخضار الطازجة التي تناولتها بدل الوجبات الدسمة التي اعتدت عليها، وبعيدا عن كل هذا ، كم هو رائع انك ما زلت حيا  اللحظة هذه ومازالت أمامك فرصة.

سيبدو للبعض منكم ، أن هذه الطريقة بسيطة جدا ، بالطبع هي كذلك ، وجدواها تكمن في بساطتها. لقد جربتها و أثبتت نجاعتها في العديد من الأمور كالتخلص من الديون ، الأكل الصحي، التمارين الرياضية،الإستيقاظ  مبكرا، و أمور اخرى سيحين وقت الكلام عنها لاحقا.
و للبعض الآخر، سيبدو الأمر غير ممكن.
اقول ، انه لكذلك ، ممكن ، خطوات صغيرة، وكل خطوة سهل القيام بها. يمكنك بسهولة القيام بها ، فقط اعزم افعل.


هل ستفعل؟ هل لك خطوات صغيرة تراها أنفع لتغيير عادة من عاداتك السيئة؟

تكلم عنها و شاركنا رأيك.


********

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر قراءة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مشتركون في المدونة

أقسام المدونة

الاستمارة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعليقات جديدة